المشتاق الى الجنة مدير المنتـــــــــــــــــــــــــــــــــدى
عدد الرسائل : 1604 العمر : 44 : تاريخ التسجيل : 27/03/2007
| موضوع: السيدة مريم أم المسيح الأحد نوفمبر 30, 2008 12:39 pm | |
| السيدة مريم أم المسيح السيدة مريم أم المسيح
الحمد لله رب العالمين له الفضل وله النعمة وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل أجمعين.
أما بعد يقول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم:{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً}، ويقول ربنا عز من قائل: { مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}، السيدة مريم عليها السلام أم النبي عيسى المسيح هي أفضل نساء العالمين وهي إمرأة جليلة عفيفة طاهرة صبرت على أذى قومها وكانت تقية عارفة بالله تعالى فقد أكرمها الله عز وجل بكرامات ظاهرة واصطفاها من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام دون أن يكون لها زوج أويمسها بشر والسيدة الجليلة مريم عليها السلام هي أفضل نساء العالمين بنص القرءان الكريم والحديث النبوي الشريف فقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، فقوله تعالى؛ اصطفاك؛ أي اختارك واجتباك وفضلك. قال النبي عليه الصلاة والسلام:" وخير النساء مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة بنت خويلد ثم ءاسية بنت مزاحم" رواه الحافظ ابن عبد البر. فهذا الحديث الشريف فيه نص على أفضلية السيدة مريم عليها السلام على سائر نساء العالمين ثم يليها في الأفضلية فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ثم خديجة بنت خويلد زوج النبي عليه السلام ثم ءاسية بنت مزاحم ثم يلي هؤلاء النساء في الأفضلية عائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بذلك العلماء.
وأما ولادة السيدة مريم عليها السلام ونشأتها فقد كانت أمها واسمها حنة وهي امرأة عمران لا تلد فرأت ذات يوم طيراً يزق فرخه فتحركت فيها عاطفة الأمومة وطلبت من الله عز وجل أن يرزقها ولداً صالحاً ونزرت أن تجعله خادماً في بيت المقدس لأنها كانت تظن أنه سيكون ذكراً ولأن الذكر عادة يصلح للإستمرار على خدمة بيت المقدس موضع العبادة ولا يلحقه عيب بذلك ولكن الله تبارك وتعالى شاء لحنة امرأة عمران أن تحمل بأنثى تكون سيدة نساء العالمين وأماً لنبي من أولي العزم من الرسل وهو عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام، ولما ولدت امرأة عمران مولودتها الجديدة أسمتها مريم وتولاها الله سبحانه وتعالى برحمته وعنايته وشاء الله عز وجل لنبيه زكريا عليه السلام، وكان زوج أخت مريم، أن يتكفلها دون غيره من الرجال. فكان زكريا عليه السلام يعلمها تعاليم دين الإسلام والأخلاق الحسنة وينشئها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم عليها السلام صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب والمعاصي عارفة بالله عز وجل وتقية وولية تداوم على طاعة ربها عز وجل ءاناء الليل وأطراف النهار فأكرمها الله سبحانه بالكرامات الظاهرة التي كانت ءايات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف كرامة لها من الله عز وجل يقول الله تعالى:{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
ثم ان الله عز وجل قدر في الأزل أن يوجد نبيه عيسى عليه السلام من غير أب وكان هذا أمراً محكوماً به سابقاً في علم الله كونه فتنفذت مشيئته تعالى وكان وتحقق ما شاء الله وقدر في الأزل يقول الله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، ويقول ربنا عز من قائل:{ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }، والمعنى أن ما شاءه الله تعالى وقدره في الأزل فإنه يكون ويوجد بلا تأخر ولا ممانعة له من أحد وهذا ما حصل في أمر عيسى المسيح عليه السلام فذات يوم تنحت السيدة الجليلة مريم عليها السلام عن الناس واعتزلت من أهلها لتقضي أمراً ما فخرجت إلى شرق المحراب الشريف الذي كانت تعبد الله عز وجل فيه حتى صارت بمكان يلي المشرق وكانت الشمس المشرقة قد أرسلت عليها أشعتها فأظلتها حتى لم يعد يراها أحد من الخلق وفي تلك اللحظات التي كانت فيها مريم عليها السلام تقضي حاجتها متوكلة على الله عز وجل أرسل الله سبحانه وتعالى إليها أمين الوحي جبريل عليه السلام وكان متشكلاً فظنته مريم عليها السلام إنساناً وخافت أن يتعرض لها بسوء وأذى فقالت له " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً "، أي إذا كنت تقياً فلا تتعرض لي بسوء فطمأنها جبريل عليه السلام وأخبرها أن الله تعالى أرسله إليها ليهبها ولداً صالحاً طاهراً من الذنوب وهنا قالت له مريم عليها السلام على سبيل التعجب والإستعلام " أنى يكون لي غلام ولم يقربني زوج ولم أكن فاجرة زانية"، فأجابها ملك الوحي جبريل عليه السلام:" هكذا قال ربك، إن خلق ولد من غير أب هين عليه وليجعله علامة للناس ودلالة على عظيم قدرته سبحانه وتعالى وليجعله رحمة ونعمة لمن اتبعه وصدقه وءامن به وكان خلقه أمراً محكوماً شاءه الله تبارك وتعالى وقدره فلا يرد ولا يبدل"، وكان أمين الوحي جبريل عليه السلام لما جاء مريم عليها السلام حاملاً روح نبي الله عيسى المسيح المشرف المكرم فنفخه في جيب درعها وكان مشقوقاً من قدامها فدخلت النفخة في صدرها فحملت من وقتها بقدرة الله ومشيئته بعيسى عليه السلام وتنفذت مشيئة الله تعالى في مريم عليها السلام كما شاء ربنا تبارك وتعالى وقدر في الأزل يقول الله عز وجل:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. واستمر حمل مريم عليها السلام بعيسى المسيح كحمل بقية النساء بعدد من الأشهر ثم تنحت مريم عليها السلام بحملها إلى مكان بعيد عن الناس خوفاً من أن يعيرها الناس بولادتها من غير زوج وبعد أن صار بعض الناس من قومها يطعنون بعفتها وشرفها ويطعنون في نبي الله زكريا عليه السلام الذي كان يكفلها ويشرف على تربيتها وتعليمها أحكام دين الإسلام حتى تضايقت مريم عليها السلام من كلامهم تضايقاً شديداً فصبرت على مصيبتها صبراً جميلاً ولما حان لمريم عليها السلام وقت وضع حملها الجديد جاءها المخاض وهو وجع الولادة الذي تجده النساء عند الوضع فألجأها هذا الألم إلى ساق نخلة يابسة فأسندت ظهرها إلى جذع تلك النخلة وقد اشتد همها وكربها وقالت:" يا ليتني مت قبل هذا الأمر وقبل هذا اليوم ولم أكن شيئاً "، وهنا جاءها الفرج واليسر بعد العسر فقد جاءها الملك جبريل عليه السلام أمين الوحي بأمر من الله تعالى فطمأنها ونادها من مكان منخفض من المكان الذي كانت فيه " ألا تحزني "، وكان الحزن قد انتاب مريم عليها السلام بسبب أنها ولدت من غير زوج وبسبب جدب المكان الذي وضعت فيه مولودها الجديد عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام فطمأنها جبريل عليه السلام وبشرها بأن الله عز وجل قد أجرى تحتها نهراً صغيراً عذباً فراتاً وأنه يطلب منها أن تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني وأن تأكل وتشرب مما رزقها الله عز وجل وأن تقر عينها وتفرح بمولودها الجميل عيسى عليه السلام وأن تقول لمن رءاها وسألها عن ولدها إنها نذرت للرحمن أن لا تكلم أحداً؟
وبعد أن ولدت السيدة الجليلة مريم عليها السلام مولودها الجميل عيسى صلى الله عليه وسلم انطلقت به إلى قومها وكان قومها قد انطلقوا يطلبونها ويبحثون عنها فلما رأتهم من بعيد حملت ولدها عيسى عليه السلام وضمته بين ذراعيها برأفة وحنان ثم أتتهم به وهي تحمله وكان ذلك بعد أربعين يوماً من ولادتها له فتلقتهم به وهي تحمله وقلبها كله ثقة وتوكل على الله عز وجل وحين كلمها قومها في شأن مولودها الجديد أشارت السيدة مريم عليها السلام إلى ولدها عيسى المسيح أن كلموه فتعجبوا من ذلك وقالوا لها مندهشين " من يكن في المهد صبياً كيف نكلمه " فأنطقه الله تبارك وتعالى الذي أنطق كل شىء أنطقه الله تعالى فقال لهم بلسان فصيح:" إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً "، أنطقه الله عز وجل ليخفف عن أمه مريم عليها السلام الوطأة، فهذه صورة مشرقة عن قصة السيدة الجليلة مريم عليها السلام مع ابنها عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم تلك المرأة الصالحة التقية الصديقة العارفة بالله سبحانه وتعالى والتي انقطعت لعبادة ربها وخالقها عز وجل وكانت خير مثال للمرأة التقية التي تحملت المصائب من قومها بنفس راضية مرضية غير معترضة على ربها حتى نالت هذه المنزلة عند خالقها فكانت سيدة نساء العالمين لذلك ذكرها الله تعالى بإسمها في القرءان الكريم من بين النساء وأثنى عليها الثناء الحسن يقول الله تعالى في القرءان الكريم:{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}، ويقول الله تعالى أيضاً في الثناء على السيدة مريم:{ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}
فكم هو حري بالنساء في كل زمان ومكان وعلى مر الدهور والأجيال أن يقتدين بالسيدة الجليلة مريم عليها السلام ويتخذنها قدوة حسنة في حياتهن وسلوكهن ليكتسبن المعالي والدرجات العالية وليحُزن رضى خالقهن سبحانه وتعالى ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة ويرزقنا حسن الختام بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. | |
|
هدى الفنانه عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 2239 العمر : 42 مارائيك بالمنتدى : رائع و ممتاز و مميز , بكل مكوناته .بس محتاج شويه مجهود من الاعضاء العمــــــــــــــــــــــــــل : لا اعمل : تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: رد: السيدة مريم أم المسيح الجمعة يناير 23, 2009 7:58 pm | |
| | |
|