.. تخيلوا معي يا اخوتي هذه اللحظات وأنتم تنتظرون لقاء شخصٍ عزيز أو قريب لم تروه سنة كاملة ?
ستحسب الدقائق واللحظات ليأتي ذلك اليوم ، وستنتظر تلك الساعة حتى تراه
وعندما تعلم بوقت قدومه سوف تذهب لجميع الأهل لإخبارهم بقدوم ذلك العزيز
سينطق لسانك بين الملأ (سيأتينا فلان .. سيأتينا فلان) في يوم كذا..وكذا ..
كل ذلك يحدث منك
من شوقك لهذا الشخص الحبيب..
أليس كذلك ؟؟
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان الحبيب يأتي لأصحابه - رضوان الله عليهم - يبشرهم ويهنئهم بدخوله هذا الشهر يقول لهم :
(أتـــــــاكم رمضان........ أتــــــــاكم رمضان.....!! )
أتدرون لمَ?؟
كيف لايهنئهم وهو يعلم أنه شهر تُفَتَّحُ فيه أبواب الجنان..
كيف لايهنئهم وهو يعلم أنه شهر تُغلق فيه أبواب النيران..
كيف لايهنئهم وهو يعلم أنه شهر تُصفَّد فيه الشياطين..
كيف لايهنئهم وهو يعلم أنه شهر يباهي الله ملائكته بعباده الصائمين...
يــــا إخوتي هل سمعتم بخبر السمــــــــاء؟؟؟
يوم أن أتى على لسان رسول الهدى فذكر لنا ..
أنه في أول ليلة من رمضان تهبُّ ريحاً من تحت العرش تشْرئِبُّ لها الحور العين(أي تتطلع ) فتقول وتنادي :
هل من خاطب لنا!!
هل من خاطب لنا ؟؟!!
صوت المنادي سيصدح في السماء في أول ليلة من رمضان يقول:
يــــاباغي الخير أقبل ... ويــــــاباغي الشر أقصر..
ستتزين السماء الدنيا وتتلألأ....و تزين الجنة في رمضان وستزيد بهاءا ..وما تزينت الجنة لأمَّة مثل ما تزينت لأمَّة محمد صلى الله عليه وسلم ..
كل هذا يحدث كل عام عند أول ليلة من رمضان فهل سنستشعر ذلك ؟؟وهل استشعرناه في الأعوام التي مضَت ؟؟
يا اخوتي ...
لنسأل أنفسنا كم رمضان مرَّ علي وعليك 5-10-20 رمضان وربما أكثر
وكم بقي من عمري وعمرك 30- 15-5 سنوات وربما أقل!!
لو قيل لأحدنا أن رمضان هذا العام هو آخر رمضان لنا ماذا كنا سنفعل؟؟
سنبذل كل ما في وسعنا ..وسنجتهد كل الجهد في آداء طاعات ترضي الرحمن عنا ..وتغفر لنا ما قد جنيناه في سالف عهدنا ..
أليس كذلك ؟!
فلنتستشعر ذلك ..ولنستشعر أنه آخر رمضان ..فالله أعلم هل سنبلغه هذا العام ..وهل سنبلغه أعوام أُخر..؟؟
ياإخوتي كم مريد لرمضان لم يبلغه ..وكم مريد لصيام رمضان لم يصمه!!
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران واخوان
أماتهم الموت واستبقاك بعدهم
حياً فما أقرب القاصي من الداني..
فبلوغ رمضان نعمة عظيمة ..ولا ندري هل سنبلغه أم لا ؟؟..
أعرف امرأه ماتت ليلة رمضان ...يوم أن أطلق المدفع مُعْلناً ومَبشراً بدخول الشهر الفضيل ..كانت ترتب المنزل...و تستعد لهذا الشهر الفضيل ..وفي لمح البصر وبلا مقدمات ...سقطت ميته بلا مرض أو سبب ..لكنه الأجل الذي لا يعرف صغيرا ولا كبيرا وما صامت يوم واحد ..
فهل سنبلغه ؟؟
الله أعلم ..
لكننا نرجوا المولى أن لا يحرمنا فضله ...
أخيرا ً:
لنري الله من أنفسنا خيرا ولنحسن له إن بلَّغنا الشهر كما احسن إلينا
فلم يبق على أيامه الفضيلة إلا أياما معدودات ..
وليكن شعارنــا فيه
(سأعـــبدك يـــارب كما لم أعبدك من قـــبل)
اللهم بلغنا رمضان ..وأعنا على قيامه وصيامه وقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ..اللهم آمين ..آمين ..آمين ..
وعذرا على الإطالة ..