من احق بالمسجد الاقصى المسلمون ام اليهود

من أحق بالمسجد الأقصى·· المسلمون أم اليهود؟
حتى لا ننسى قضية فلسطين والمسجد الأقصى، هاهي الأقدار تحث المسلمين على التنبه لما ينجز ـ أقول يُنجز وليس يخطط ويُرسم ـ من مخططات هدم المقدسات الإسلامية وطمس هوية المسلمين في فلسطين آخر الأقطار الإسلامية التي لم يتم تحريرها واسترجاعها حتى بُليت العراق وأفغانستان بالاستعمار من جديد·
لقد سمع القاصي والداني وعلم الحاضر والغائب ورأى الصغير والكبير ما يحدث في جوار المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ومشى النبي صلى الله عليه وسلم في رحابه بقدميه، وصلى فيه إماما بكافة الأنبياء، في إشارة إلى أن قيادة البشرية آلت إلى أيدي المسلمين المحمديين، وأن أمانة الأقصى وإرث النبيين لا يستحقه إلا المسلمون·· فهل نضيّع أمانة ديننا بعد أن ضيعنا أمانة أموالنا ودنيانا؟
إن المسجد الأقصى كان ولايزال على مر التاريخ مسجدا إسلاميا من قبل أن يوجد اليهود ومن بعد ما وجدوا، فإبراهيم عليه السلام أول من اتخذ تلك البقعة مسجدا، وقد قال الله تعالى عنه: ''ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين''· فليس لبني إسرائيل علاقة بالمسجد الأقصى إلا في الفترات التي كانوا فيها مسلمين مع أنبيائهم المسلمين، إذ كل الأنبياء مسلمون· فاليهود قوم استوطنوا فلسطين ولم يؤسسوا أو يوحّدوا هذا الوطن بعد إيمانهم، أما بعد كفرهم بالله وسبّهم له وقتلهم الأنبياء قد انبتت وانقطعت علاقتهم بهذا المسجد الذي تحوّل إلى إرث المسلمين المؤمنين بجميع الأنبياء، وهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم· وكان الإسراء إلى المسجد الأقصى إيذانا بهذا التحول والذي تحقق على أرض الواقع في فتح المسلمين له في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه·
وإن تاريخ بني إسرائيل لمن لا يعلم يبدأ مع يعقوب بن إسحاق عليهما السلام وأبنائه الأسباط· وأما تاريخهم السياسي فيبدأ مع موسى عليه السلام، فهو أعظم أنبياء بني إسرائيل، وشريعته من أعظم الشرائع لهم، وفيها شرع الجهاد ولم يكن شرع قبل، فكان امتحانا لهم؛ حيث أمرهم الله بدخول الأرض المقدسة التي كانت تحت سلطان الكفرة الجبارين، فأبوا أن يجاهدوا وتنازلوا عن هذا الوطن حبا في الحياة، فنالوا ما يستحقون من اللعنة والعذاب· وإن الله كتب الأرض المقدسة لبني إسرائيل عندما كانوا أتباع الأنبياء حتى من فسقهم ونكوصهم وتخاذلهم عن الجهاد وإيذائهم لموسى عليه السلام، لأنهم كانوا أحق بها من الوثنيين الجبارين، ولأنهم أقرب إلى الحق منهم· واليوم المسلمون أقرب إلى الحق من اليهود والنصارى، وهم أولى بهذه الأرض منهم، فلما صار اليهود أهل فساد وإفساد وتنكبوا طريق الأنبياء سلّط الله عليهم أعداءهم عقوبة لهم، وقد حصل هذا مرتين في البابليين والرومان، ولذلك، اليوم ينتقمون من أهل بابل وهي أرض بالعراق· ثم إن اليهود انحرفوا عن الحق انحرافا عظيما وصل إلى سبّ الله تعالى بادعاء الولد له، وبأن يده مغلولة· وقد بلغوا قمة الفساد والإفساد في عهد عيسى بن مريم آخر أنبيائهم عندما حاولوا قتله، وقد قتلوا يحيى وزكريا عليهما السلام وحوّلوا المسجد إلى سوق للمرابين وملهى لهم· وبمحاولتهم قتل عيسى عليه السلام آخر أنبياء بني إسرائيل، وأبطل الله كيدهم، انتهت قصة اليهود الدينية وانتهت علاقتهم بالمسجد الأقصى، فلم يعودوا صالحين لحمل رسالة سماوية، وصاروا أفسد الناس بعد أن كانوا أفضل أهل زمانهم قال الله تعالى: ''وقال اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدنّ كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين''· وإنّ من أعظم الدلائل على أن المسلمين أحق بالمسجد الأقصى لأنهم يصومون يوم عاشوراء، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم حكمة هذه المناسبة بقوله: ''نحن أحق بموسى منهم''، أي أحق بالنبى موسى عليه السلام وبإرثه من اليهود·