محنة الافك

موضوع: محنة الافك الثلاثاء يونيو 19, 2007 5:42 am

محنة الافك :حدث ذلك فى السنة السادسة للهجرة مرجعهم من غزاة بنى المصطلقبالمريسيع وفيها قال اهل الافك ما قالوا فبراها الله عز وجل مما قالوا

وكان عليه الصلاة والسلام فى خروجه لغزو بنى المصطلق اقرع بين نسائه على عادته كلما خرج فى سفر او غزوة فخرج منها عائشة رضى الله عنها وانطلقت فى صحبته سعيدة هانئة
وكانت فالا حسنا على المصطفى صلى الله عليه وسلم فعاد منتصرا وسار ركبه الظافر بعد السير الى المدينة التى كانت اذ ذاك تهرج باغانى النصر
وفى الطريق قريبا من المدينة اناخ العسكر فباتوا بعض الليل ثم اذن فيهم بالرحيل فارتحلوا وما يخطر ببال احدهم ان السيدة عائشة قد تخلفت حيث انا خوا
وبلغ الركب المدينة فى مطلع الصبح واقتيد بغير ام المؤمنين الى مناخه امام بيتها وانزل الهودج فى رفق فاذا بام المؤمنين ليست فيه
ولبث الرسول وصحبه ساعة من نهار حائرين قلقين وانطلق بعضهم فى الطريق يلتمسون العزيزة الغلية
حتى ظهرت من بعيد تركب بعيرا يقوده رجل عرفوا فيه صفوان ابن المعطل السلمى
واطمان النبى صلى الله عليه وسلم ان وجدها بخير وسمع حديثها عن سبب تخلفها فما انكر منه شيئا
قالت رضى الله عنها : خرجت لبعض حاجتى قبل ان يؤذن فى الناس بالرحيل وفى عنقى عقد لى فيه جزع فلما فرغت اتسل من عنقى ولا ادرى فلما رجعت الى الرحل ذهبت التمسه فى عنقى فلم اجده وقد اخذ الناس فى الرحيل فرجعت الى مكانى الذى ذهبت اليه فالتمسته حتى وجدته وجاء القوم وانا بعيدة فرحلوا بعيرى واخذوا الهودج وهم يظنون انى فيه اذ كنت خفيفة لم يثقلنى اللحم فاحتملوا الهودج فشدوه على البعير ولم يشكوا انى فيه ثم اخذوا براس البعير فانطلقوا به فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب قد انطلق الناس
فلتففت بجلبابى ثم اضطجعت فى مكانى وعرفت ان لو قد افتقدت لرجع الى فو الله انى لمضطجعة اذ مر بى صفوان بن المعطل السلمى وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس فراى سوادى فاقبل حتى وقف على فعرفنى وكان يرانى قبل ان يضرب علينا بالحجاب فلما رانى قال انا لله وانا اليه راجعون ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلفك يرحمك الله
فما كلمته ثم قرب البعير فقال اركبى واستاخر عنى فركبت واخذ براس البعير فانطلق سريعا يطلب الناس فو الله ما ادركنا الناس وما افتقدت حتى اصبحت ونزول الناس وطلع الرجل يقود بى
واوت عائشة الى فراشها فنامت هادئة والمدينة يقظى لا تنام ان قوما من اليهود والمنافقين على راسهم عبد الله بن سلول الذى ما برئ من حقده عن النبى صلى الله عليه وسلم وما فتئ يكيد له تلقفوا الحادثة فسجوا حولها ما شاوءا من مفتريات ليشفوا احقادهم
وانتقل حديث الافك من دار بن سلول ومن لف لفه الى احياء المدينة وردده ناس من المسلمين فيهم حسان بن ثابت الانصارى شاعر النبى صلى الله عليه وسلم ومسطح بن اثاثة بن عباد قريب ابى بكر وموضع بره وخمنة بنت جهش ابنة عمة النبى صلى الله عليه وسلم واخت زوجته زينب
وبلغ الحديث اذنى محمد صلى الله عليه وسلم كما بلغ مسامع ابى بكر وام رومان فصكها صكا لكن احدا منهم لم يستطع ان يواجه عائشة بالشائعة الرهيبة اذ كانت منذ عادت من غزوة بنى المصطلق معتلة تشتكى شكوى شديدة فظلت لاتدرى ما يقول الناس عنها ولا يبلغها من ذلك شئ الا انها انكرت من رسول الله جفوة ظاهرة وقد عودها اذا اشتكت من قبل ان يلطف بها ويغمرها بحنانه فامت هذه المرة ولا حظ لها من ذلك اللطف والحنان الا ان يدخل عليها من حين الى اخر وعندها امها تمرضها فيسال : كيف حالكم ثم ينصرف لا يزيد عن ذلك
ولم تشا ان تساله عما يريبها من جفائه فقد كان يبدوا لها واجما مشغول البال وكانت تحس بقلبها انه صلى الله عليه وسلم يكابد هما ثقيلا فتماسكت متجلدة وهى تغل فى نفسها بانقشاع هذه السحابة التى غشيت دنياها
فتقول عائشة : حتى وجدت فى نفسى فقلت حين رايت ما رايت من جفائه لى : يارسول الله لو اذنت لى فانتقلت الى بيت امى فمرضتنى ؟ قال لا عليك فانتقلت الى امى ولا اعلم لى شئ مما كان حتى نقهت من وجعى بعد بضع وعشرين ليلة
فخرجت ليلة لبعض حاجتى ومعى ام مسطح بنت ابى رهم بن المطلب بن عبد مناف وكانت امها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد ابن تيم خالة ابى بكر فو الله انها تمشى معى اذ عثرت فى مرطها فقالت تعس مسطح
قلت : بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدر
فقالت : او بلغك الخبر يابنت ابى بكر ؟
قلت : وما الخبر ؟
قالت نعم والله لقد كان وقصة لها القصة
فو الله ما قدرت ان اقضى حاجتى ورجعت فمازلت ابكى حتى ظننت ان البكاء سيصدع كبدى وقلت لامى :يغفر الله لكىتحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لى من ذلك شيئا ؟
قلت : اى بنية خفضى عليك الشان فو الله لقلما كانت امراة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر الا كثرن وكثر الناس عليها
لكن عائشة باتت مسهدة لا يرقا لها دمع ولا تكتحل عيناها بنوم
وبعيدا عنها كان النبى صلى الله عليه وسلم يعانى مثل الذى تعانيه : قلبه يحدثه انها ضحية اتهام ظالم قارح واذناه تصغيان الى الشائعات المرجفة بالسوء
وقد قام فى الناس يخطبهم ولا علم لعائشة بذلك فحمد الله واثنى عليه ثم قال /
ياايها الناس مابال رجال يؤذوننى فى اهل بيتى ويقولون عليهم غير الحق والله ما علمت منهم الاخيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه الا خيرا وما يدخل بيتا من بيوتى الا وهو معى
فتكاد افئدة المسلمين تنخلع تاثرا لنبيهم فى هذا البلاء ويثورون غضبا لشرف زوجة كريمة وعقيلة حرة فتختلط اصواتهم فى طلب الانتقام والتاديب ويتماسك الاوس والخزرج متصايحين مطالبين اعناق اصحاب الافك من هؤلاء حتى كاد يكون بين هذين الحيين الاوس والخزرج شر
وتمضى عائشة فى وصف محنتها وتقول ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على فدعا على بن ابى طالب واسامة بن زيد فاستشارهما
فاما اسامة فاثنى على خيرا وقال يارسول الله اهلك ولا نعلم منها الا خيرا وهذا الكذب والباطل
واما على فانه قال : يارسول الله ان النساء لكثير وانك لقادر على ان تستخلف وسل الجارية ستصدقك
فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم جاريتى بريرة ليسالها فقام اليها على وقال اصدقى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتقول بريرة والله لااعلم الاخيرا وما كنت اعيب على عائشة شيئا الا انى كنت اعجن عجينى فامرها ان تحفظه فتانم عنه فتاتى الشاه فتاكله
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضى الله عنها فان كنت بريئة فسبرئك الله وان كنت قد قافت سوءا مما يقول التاس فتوبى الى الله فان الله يقبل التوبة من عباده
قال والله لا اتوب الى الله مما ذكرت ابدا والله انى اعلم لئن اقررت بما يقول الناس والله يعلم انى بريئة لاقولن مالم يكن ولئن انكرت ما يقولون لا تصدقونى
ولكن ساقول كما قال ابو يوسف : فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون
فلم يبرح صلى الله عليه وسلم من مجلسه عندها حتى تغشاه ما كان من نزول الوحى فسجى بثوبه ووضعت له وسادة من ادم تحت راسه وامسك الابوان انفاسهما حتى ظنت عائشة لتخرجن نفساهما فرقاقلقا واما هى فما فزعت ولا خافت اذ كانت تعرف براءتها وتعلم ان الله غير ظالم
ثم سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح العرق عن جبينه ويقول : ابشرى يا عائشة فقد انزل الله براءتك
ان الذين جاءو بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم مااكتيب من الاثم والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم - لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقتالوا هذا افك مبين - لولا جاوءا عليه باربعة شهداء فاذا لم ياتوا بالشهداء فاولئك عند الله هم الكاذبون - ولو فضل الله عليكم ورحمته فى الدنيا والاخرة لمسكم فى مكا افضتم فيه عذاب عظيم - اذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هيننها وهو عند الله عظيم - واولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم - يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين - ويبين الله لكم الايات والله عليم حكيم - ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فى الذين ءامنوا لهم عذاب اليم فى الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون

جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك

شكرا لك ياعلى

على مرورك
جزاك الله خيرا