إن الحمد لله نحمده سبحانه ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا وشفيعنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات إلي النور سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد :يقول الحق سبحانه " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " التوبة وقرأ عبد الله المكي من أنفسكم بفتح الفاء من النفاسة، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن فاطمة رضي الله عنها، أي جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم، ويقول جل شأنه " وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ " العمران وقال تباركت أسماؤه " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا " النساء ويقول سبحانه في سورة المائدة " قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " قال أهل العلم من المفسرين أن المراد بالنور في قوله " قد جاءكم من الله نور " الضياء وقيل: الإسلام وقيل: محمد عليه الصلاة السلام والكتاب المبين في قوله " وكتاب مبين " أي القرآن فإنه يبين الأحكام . ونحن في شهر ربيع الأول الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم وعند مجيئ هذا الشهر من كل عام نحن نتذاكر سيرة ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم ونحن نتفكر اليوم في مولده نتكلم في نقاط أربع هي : ـ نسبه صلي الله عليه وسلم ، والعلة في مولده يتيما ، والعلة في مولده في هذا الشهر دون غيره من الشهور ثم حكم الاحتفال بمولده الشريف "
مولده "صلى الله عليه وسلم":
ولد الرسول "صلى الله عليه وسلم" يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة في دار معروفة بدار المولد، عام الفيل سنة 571م من أبوين معروفين.
أبوه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وينتهي نسبه إلي نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
وأمه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة هنا تجتمع مع النبي فـ " وهب ، وهاشم اخوة أولاد عبد مناف إذا أمه هي بنت عم جده عبد المطلب .
سمّاه جده (محمد) "صلى الله عليه وسلم" وقد مات أبوه قبل ولادته.
حديث أنا دعوة إبراهيم و كان آخر من بشر بي عيسى بن مريم .ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضأت له قصور بصري من أرض الشام ورد الحديث في طبقات بن سعد
وتوفي أبوه عن عمر خمس وعشرون عاما كما ورد في طبقات بن سعد
لطيــــــــــــــفة : ما لعلة في كون الرسول يتيما ؟؟؟؟
قال بعض العلماء : ـ
ولد الرسول يتيما لئلا يكون عليه حق لمخلوق .
وقيل لينظر الرسول إذا وصل مدارج عزه إلي أوائل أمره ليعلم أن العزيز من أعزه الله وأن قوته ليست من الأباء ولا الأمهات ولا من المال إنما قوته من الله تعالي .
وقد ولد الرسول يوم الاثنين وأنزل عليه يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين وفي صحيح مسلم سئل الرسول عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه وفي رواية وأنزل علي فيه "
ثم لماذا ولد الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر ربيع ولم يولد في شهر رمضان ولا ليلة القدر ولا الأشهر الحرم ولا ليلة النصف من شعبان ولا في يوم الجمعة ولا ليلتها ؟
قيل لأن الله خلق الأقوات والأرزاق في يوم الاثنين .
وقيل لكل إنسان من اسمه نصيب وكلمة ربيع تدل علي التفاؤل والبشارة
وقيل إنما أراد الله أن تتشرف به الأزمنة لا العكس . ومكان ولادته في مكة
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين المؤيدين والمعارضين
انقسم العلماء منذ زمن بعيد ـ في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ـ إلي فريقين ـ وذلك منذ بداية التفكير في عمل الاحتفال وكان ذلك في القرن الرابع الهجري ولأن القرون الثلاثة الأولي مرت دون أن يعرفوا هذا الاحتفال ومن هنا وقع الخلاف بينهم وانقسموا بين مؤيد ومعارض واجتهد كل منهم في الإتيان بالدليل علي رأيه والحجة القاطعة علي كلامه وإليك آراؤهم ودليل كل منهم : ـ