علم لا يعمل به,
وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء,
ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا, ولا يقدمه أمامه الى الآخرة,
وقلب فارغ من محبة الله والشوق اليه والأنس به,
وبدن معطل من طاعته وخدمته, ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب, وامتثال أوامره,
ووقت معطل عن استدراك فارط أو اغتنام بر وقربه,
وفكر يجول فيما لا ينفع, وخدمة من لا تقربك خدمته الى الله, ولا تعود عليك بصلاح دنياك
وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله, وهوأسير في قبضته, ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا, سعي ضائع.
وأعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما أصل كل اضاعة:
اضاعة القلب
واضاعة الوقت,
فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الآخرة, واضاعة الوقت من طول الأمل, فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل, والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء, والله المستعان.
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها الى الله ليقضيها له ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات, ولكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته