طريق الهــــــــــــــــداية
|
|
| الانبياء عباد الله------ | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: الانبياء عباد الله------ الأربعاء يوليو 30, 2008 12:47 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إبراهيم علية السلام إبراهيم الخليل عليه السلام نبي الله, وهو خليل الرحمن, وأبو الأنبياء الأكبر من بعد نوح عليهما السلام, ولد إبراهيم عليه السلام في أور الكلدانيين في العراق, وكان قوم إبراهيم عليه السلام الذين ولد فيهم يعبدون الكواكب السيّارة والأصنام, وقد دلت الآثار التي اكتشفت في العراق على صحة ما عرف في التاريخ من عبادتهم للأصنام الكثيرة, كما ورد في القرآن الكريم حتى كاد أن يكون لكل منهم صنم خاص به سواء الأغنياء أو الفقراء منهم في ذلك. النار لا تحرق النبي
قال تعالى:{ قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين* قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين} الأنبياء 68-70.
وقد عاب إبراهيم عليه السلام على قومه في العراق شركهم بالله وعبادتهم الأصنام, وجادل قومه في ذلك , ثم أراد أن يلفت أنظارهم إلى باطل ما هم عليه من عبادة غير الله بما جاء به من حجج مقنعة وقوية وقيامه بتكسيره أصنامهم إلا كبيرهم, ولكن لم يرجعوا عن كفرهم وضلالهم, وإنما قرروا قتله بإلقائه في النار.
هذه السطور هي ملخص سريع لقصة سيدنا إبراهيم إلى أن جاءت معجزة خروجه من النار ونجاته منها. ولنر هذا الصراع من البدء إلى أن وصل إلى نقطة القرار الشرير وهو السعي إلى حرق إبراهيم عليه السلام بالنار والتخلص منه.
ولقد أنكر إبراهيم عليه السلام على أبيه عبادة الأصنام, وقال له: إني أراك وقومك تسلكون مسلك الضلال, فأنتم لا تهتدون إلى الطريق الصحيح, إنكم تائهون لا تهتدون إلى أين تذهبون, إن ضلالكم هذا واضح لا شبهة فيه لأن الأصنام والأوثان التي تعبدونها, والتي اتخذتموها آلهة لكم, لا تصلح أن تكون آلهة في أنفسها.
قد آمن إبراهيم عليه السلام وأيقن أن الله واحد لا شريك له صاحب معجزات تفوق كل هذا الكون آمن بذلك وبدأ يضرب الأمثال لقد أراه ربه الدلالة على وحدانيّته, فلما رأى كوكبا قال لقومه هذا ربي على زعمكم, لأنهم كانوا يعبدون الكواكب والشمس والنجوم والقمر, وكذلك قال إبراهيم لقومه عن القمر فقال: انه ربي على زعم أنكم تقولون أنه اله ورب وكذلك عن الشمس, فلما غابت وأفلت, وقد رأى أفول الشمس قال للناس مبرّئا نفسه من الكفر والشرك: إني بريء من شرككم بالله تعالى. واني بريء أيضا من هذه الأصنام والكواكب والمعبودات التي جعلتموها آلهة مع الله, وقال إبراهيم عليه السلام:{ قال يا قوم إني بريء مما تشركون}. الأنعام 78.
ثم أضاف إبراهيم عليه السلام مبلّغا قومه رسالته ودينه وربّه الذي آمن به, فقال:
{ إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا, وما أنا من المشركين} الأنعام 79.
وهنا يقصد إبراهيم عليه السلام أنه قصد بعبادته وتوحيده لله عز وجلّ, وبذلك يكون إبراهيم عليه السلام حنيفا,أي مائلا للحق ومنحازا له, وقال إبراهيم عليه السلام نافيا عن نفسه الشرك:{ وما أنا من المشركين} ولن أشرك بعبادة ربي أبدا فهو الذي خلقني ورزقني ومنّ عليّ بكل هذه النعم التي لا تحصى ولا تعد.
ولكن القوم لم يقتنعوا بكل هذه الحجج القويّة والدعوة الواضحة. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| |
| | | هدى الفنانه عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 2239 العمر : 42 مارائيك بالمنتدى : رائع و ممتاز و مميز , بكل مكوناته .بس محتاج شويه مجهود من الاعضاء العمــــــــــــــــــــــــــل : لا اعمل : تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأربعاء يوليو 30, 2008 4:52 pm | |
|
عدل سابقا من قبل هدى الفنانه في الأحد أغسطس 17, 2008 11:43 am عدل 1 مرات | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| | | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الخميس يوليو 31, 2008 9:49 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2. حوار مع قومه جادل القوم الكفار إبراهيم عليه السلام فيما يقوله وفيما توصّل إليه من الحق بشأن معبوداتهم الباطلة, لم يقنعهم قول الحق الذي قاله إبراهيم عليه السلام فقال لهم: أتجادلونني في أمر الله الذي لا اله إلا هو, وقد بصّرني وهداني إلى الحق, فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة, وإنني لا أخاف من آلهتكم ولا أبالي بها ولا أقيم لها وزنا أبدا فان كانت حقا آلهة وكان لها ضرر أو كيد فكيدوني بها ولا تمهلوني, فالذي ينفع ويضر هو الله وحده أفلا تعتبرون وتعقلون وتتذكرون ما بيّنته لكم لتعلموا أن هذه الأصنام باطلة فتبتعدوا عن عبادتها, كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها من دون الله ولا تخافون أنتم من الله الذي أشركتم به.
فأي الطائفتين يا قوم أحق بالأمن والطمأنينة والنجاة من عذاب الله يوم القيامة. هل هو الفريق الذي يعبد أصناما خرساء صمّاء لا تنفع ولا تضرّ, ولا تنطق ولا تعقل, أو من يعبد الله الذي بيده الضرر والنفع, وخالق كل هذه النعم, وكل هذا الكون بما فيه الكواكب والشمس والقمر والأحجار التي تعبدونها فهل تعقلون كل هذا؟ إن كنتم تعقلوه فاعبدوا الله وحده لا شريك له واتركوا عبادة الأصنام.
أما الآمنون المطمئنون فهم الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له, سبحانه عز وجلّ, إن هؤلاء المؤمنين هم الآمنون المهتدون في الدنيا.
3. حوار مع الأب ثانية حرص إبراهيم كل الحرص على هداية أبيه وضمّه إلى دعوة التوحيد وترك الشرك بالله عز وجل, فكان عليه السلام صريحا معه, يصارحه فيما هو عليه من الكفر, ويقول له إن هذا الكفر إن لم تقلع عنه وتتركه ستذهب إلى النار, وستعذب عذابا شديدا.
لذلك فقد كان إبراهيم عليه السلام لطيفا ليّنا مع أبيه فهو يكرر دعوته له بغاية التلطف واللين معه, مستعملا في حديثه كلمة {يا أبت} يشعره بأنه ابنه البار الحريص على ما ينفع أباه. وقد جاء حديثه في القرآن الكريم مع أبيه لطيفا ليّنا فقال له: {واذكر في الكتاب إبراهيم, انه كان صدّيقا نبيّا* إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} مريم 41-42.
لقد سلك إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه مسلكا عظيما, ومنهجا حسنا, واحتج عليه أبدع احتجاج كل ذلك بحسن أدب وخلق جميل, حتى لا تأخذه عزة نفسه فيرتكب ذنبا ويستمر في شركه وكفره.
لقد طلب إبراهيم من أبيه معرفة السبب في عبادته لما لا ينفع ولا يضر ولا يستحق العبادة أصلا, كيف يترك عبادة الله الخالق الرازق النافع الضار الذي يحيي ويميت؟! وهل يستسيغ ذلك عاقل؟!
وابتعد إبراهيم عليه السلام عن وصف أبيه بالجهل فقال:{ يا أبت أني قد جاءني من العلم ما لم يأتك}. مريم 43.
كان إبراهيم عليه السلام في حديثه وسطا, فلم يصف أباه بالجهل المطلق, ولم يصف نفسه بالعلم الفائق, ولكنه قال عليه السلام لأبيه: إن معي طائفة من العلم وشيئا منه ليس معك, وذلك علم الدلالة على الحق والطريق الصحيح, وهي دلالات وحجج واضحة قوية حاسمة لا لبس ولا شكّ فيها فلا تستكثر يا أبت عليّ النصح وأقبل قولي. فلك أن تتصوّر أنني أسير معك في طريق وعندي معرفة بالطريق ومسالكه, فمن مصلحتك أن تتبعني حتى تنجو من الضلال والتيه.
وحذر إبراهيم عليه السلام أباه من عبادة الشيطان, فقال له: { يا أبت لا تعبد الشيطان, إن الشيطان كان للرحمن عصيّا} مريم 44.
أي أن عبادتك لغير الله من أصنام وأوثان هي عبادة للشيطان, لأن الشيطان هو الذي يأمر بذلك وهو المؤول عنها, ولا ينبغي لك أن تطيع من يعصي الله الذي خلقك وأنعم عليك.
ثم قال إبراهيم لأبيه في تلطف: يا أبت إني أخاف إن عصيت الله وواليت عدوّه أن يقطع رحمته عنك كما قطعها عن الشيطان, فتكون كالشيطان يصيبك عذاب شديد.
وقد كان كل هذا التحذير والتخويف واضحا, ولكنه حمل أدبا وحسن خلق من إبراهيم حين قال:{ أخاف أن يمسّك عذاب} مريم 45.
فذكر إبراهيم عليه السلام خوفه عليه حتى من مس العذاب.
هكذا كان إبراهيم عليه السلام لطيفا مع أبيه, حسن الخلق ينصحه ويدعوه لطاعة الله, فيبدأ كل نصيحة من نصائحه الأربع بقوله { يا أبت} على سبيل التوسل إليه والاستعطاف, ونيل رضاه, بذلك ضرب إبراهيم عليه السلام مثلا عظيما في حسن الخلقوالتأدب مع أقرب الناس إليه وهو أبوه آزر, ولكن هل كان رد الأب ايجابيا؟
للأسف, لم يكن كذلك, فقد أصرّ على عناده وكفره وقال لإبراهيم: أمعرض أنت يا إبراهيم ومنصرف عن آلهتي؟ لئن لم تمتنع عن الطعن والإساءة لآلهتي وان لم تبتعد عن نصحك لي بترك عبادتها لأرجمنّك بالحجارة, هيا اهجرني وابعد عني ولا تعد تأتيني أبدا.
سمع إبراهيم عليه السلام ردّ أبيه, ولم يعارضه بسوء الرد ولم يستمر معه في الجدال, وإنما قال له: { سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيّا}. مريم 47.
لن أصيبك بمكروه يا أبي, ولكن سأدعو ربي أن يغفر لك انه كان بي حفيا أي مبالغا في اللطف بي. القرطبي ج1 ص111-113.
وقال إبراهيم عليه السلام: سأجتنبكم وأتبرأ منكم ومن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله, وأعبد ربي وحده لا شريك له عسى أن لا أكون بدعائه خائبا ضائع الجهد والسعي. ومضى إبراهيم عليه السلام لشأنه. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأحد أغسطس 10, 2008 9:11 am | |
|
4. حوار قبل تحطيم الأصنام عاد إبراهيم عليه السلام ليحاور قومه, عسى أن يعودوا عن عنادهم وكفرهم, وسألهم قائلا: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} الأنبياء 52.
فأجابوا على الفور:{ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين} الأنبياء 53.
أي أنهم يعبدونها تقليدا لأسلافهم وأجدادهم, وحجتهم أمام ابراهيم هي تقليد آبائهم الذين ضلوا الطريق.
فقال لهم إبراهيم عليه السلام وعلى الفور وفي جرأة شديدة:
{ لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين} الأنبياء 54.
عند ذلك اتهموا إبراهيم عليه السلام باللعب بالألفاظ وقالوا له:
{ قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين}. الأنبياء 55.
أي: أجئتنا بالجد في دعوتك ورسالتك ونسبتنا إلى الكفر والضلال, أم أنت من اللاعبين المازحين في كلامهم, إننا لم نسمع من قبل كلاما كالذي تقوله يا إبراهيم.
فقال إبراهيم عليه السلام: لست بلاعب, بل أدعوكم الى الله ربكم خالق السموات والأرض الذي خلقهن وأبدعهن انه هو الذي يجب أن يعبد وليس هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وأنا على ذلكم من الشاهدين, قوي الحجة, فهذه حجتي التي لا ينكرها أحد, وأنتم تحتجون بحجة باطلة وهي أنكم وجدتم آباءكم يعبدونها.
5. إبراهيم يحطم الأصنام
بعد انتهاء هذا الجدال بين إبراهيم عليه السلام وقومه أراد إبراهيم عليه السلام أن يلفت أنظارهم, فعزم على تكسير أصنامهم وتحطيمها, لقد أقسم إبراهيم قائلا:{ وتالله لأكيدنّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} الأنبياء 57.
وانتظر إبراهيم انصرافهم وخروجهم من عيدهم وتجمعهم, وحمل فأسا ومضى إلى حيث توجد الأصنام وجعل يحطم ويكسر الأصنام, حتى جعلها جميعا قطعا متناثرة هنا وهناك وأبقى على صنمهم الأكبر, أكبر صنم فيهم وعلّق في عنقه الفأس التي كسر بها بقيّة الأصنام, لعلهم يرجعون إلى إبراهيم عليه السلام ودينه ويتعظون بهذه الموعظة 6. بدء المعجزة
عاد الكفار إلى الأصنام وهالهم وروّعهم ما شاهدوه.. لقد كسرت أصنامهم جميعها وعلّق الفأس في عنق الصنم الأكبر فقالوا: من الظالم الذي فعل هذا بآلهتنا؟ انه جريء في ظلمه هذا.
كان بعض الناس من الكفار قد سمعوا إبراهيم عليه السلام ويقول:{ لأكيدنّ أصنامكم} فقالوا: سمعنا فتى يذكر أصناما بمكروه منه اسمه إبراهيم.
فقرروا أن يشكّلوا له محكمة يحاكمونه فيها أمام حشد كبير من الناس وهذا ما يريده إبراهيم عليه السلام, حتى يبيّن لأكبر عدد من الناس وأمام أكبر عدد منهم أنهم جاهلون, وأغبياء عندما عبدوا هذه الأصنام التي لا تدفع عنهم الضرر ولا تدفع حتى عن نفسها الضرر, ولا تملك لنفسها ضرّا نصرا عندما تتعرّض لسوء وهذا أمر ماثل وواضح أمامكم.
واحتشد الناس وجيء بإبراهيم أمام حشد هائل من الناس وطرح عليه السؤال:{ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم} الأنبياء 62.
أجابهم بما يريد من إثبات بطلان حجتهم, وغباء تفكيرهم قال:{ بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون}!! حتى يتبيّن لهم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تعقل فهي جماد, وبهذا قصد إبراهيم تقريعهم وتوبيخهم على عبادة هذه الأصنام, فراجعوا عقولهم, ورجع بعضهم إلى بعض لضعف حجتهم وعجزهم عن الرد, وقال بعضهم لبعض: أنتم الظالمون بعبادة من لا ينطق بلفظة ولا يملك لنفسه شيئا, فكيف بنفع من يعبده ويدفع عنه الضرر وقد فشلوا في منع الفأس من تكسيرهم وتحطيمهم.
ولكن الكفار عادوا إلى جهلهم وعنادهم وقالوا لإبراهيم: لقد علمت أنهم لا ينطقون يا إبراهيم فكيف تقول لنا اسألوهم إن كانوا ينطقون, وأنت تعلم أنها لا تنطق؟
عند ذلك بدأ إبراهيم عليه السلام في استثمار هذا الموقف بعد أن وضعهم في أوّل طريق الحجة السليمة الصحيحة فقال لهم:
إذا كانت لا تنطق ولا تنفع ولا تضر فلم تعبدونها من دون الله؟, ثم تضجّر إبراهيم وتأفف منهم وقال لهم:{ أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون} الأنبياء 67.
ورغم كل ذلك فقد صدر الأمر, أمر العاجز عن الإقناع بالحجة صدر الأمر بقتل إبراهيم عليه السلام, وأن يكون هذا القتل بطريقة بشعة, انه الحرق بالنار حتى الموت.
قالوا: { حرّقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين} الأنبياء 68.
وجاء قولهم أو حكمهم في موضع آخر من الآيات الكريمة:{ قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم* فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين*} الصافات 97-98.
لقد عدلوا عن الجدال والمناظرة لما انقطعت حجتهم وغلبهم إبراهيم عليه السلام بالحق, ولم تبق لهم حجة ولا شبهة إلا استعمال قوتهم وسلطانهم, لينصروا ما هم عليه من سفههم وطغيانهم, فكادهم الله جل جلاله, وأملى كلمته ودينه وبرهانه. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
| vbrep_register("2246284") | | ارجوا تثبيت هذا الموضوغ | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأحد أغسطس 17, 2008 10:53 am | |
|
7. المعجزة ذهب الكفار إلى رجل من الأكراد يقال له "هيزن" وطلبوا منه أن يصنع منجنيقا ليضعوا فيه إبراهيم عليه السلام ويلقوه في النار.
وشرعوا على الفور في جمع الحطب من جميع الأماكن والشعاب هنا وهناك, فمكثوا مدة طويلة حتى أن المرأة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن حطبا لحرق إبراهيم عليه السلام, وحفروا حفرة ضخمة فوضعوا فيها كل الحطب الذي جمعوه, وأشعلوا النار, فاضطرمت وتأججت والتهبت علاها شرر لم ير مثله قط.
ثم أخذوا يقيّدون إبراهيم ويكتنفونه ويربطونه بالحبال وهو يقول:" لا اله إلا أنت سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك, لا شريك لك" رواه ابن عسكر في تاريخه 2\147.
فلما حملوه ووضعوه في كفة المنجنيق مقيّدا مكشوفا وأطلقوه إلى النار بالمنجنيق, لقيه جبريل في الهواء فقال له: يا إبراهيم ألك حاجة؟
فقال: أما إليك فلا! قصص الأنبياء لابن كثير ص 121.
وجاء أمر الله فوريّا وسريعا للنار فقال عز وجل:{ يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم}
حتى قيل أنه لولا أن الله قال:{ وسلاما على إبراهيم} لآذى بردها إبراهيم عليه السلام.
وقيل انه لم يصب إبراهيم عليه السلام منها إلا العرق على وجهه كان يمسحه جبريل عليه السلام.
ولما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار كان يقول:
اللهم انك في السماء واحد, وأنا في الأرض واحد أعبدك.
وكان معه في النار ملك الظل, وصار إبراهيم عليه السلام من ميل الحفرة حوله نار وهو في روضة خضراء, والناس ينظرون إليه لا يقدرون على الوصول, ولا هو يخرج إليهم.
ومكث إبراهيم في النار أربعين يوما أو خمسين يوما كانت أطيب عيشا وأكثر بردا وسعادة.
ولم تحرق النار منه سوى وثاقه وحبله الذي ربطوه به فقط وكانت النار بردا وسلاما على إبراهيم, خرج منها بمعجزة عظيمة منّ الله بها عليه, وأبت النار أن تحرق إلا الكفار, فإنها لا تحرق الأنبياء بأمر الله, وهذه معجزة من معجزات إبراهيم عليه السلام التي منّ الله بها عليه.وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | ريم الوادي عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 2677 العمر : 37 مارائيك بالمنتدى : جيد جدا العمــــــــــــــــــــــــــل : طالبه مغفره ربي (هندسه /ديكور/دبي) : تاريخ التسجيل : 19/05/2008
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الجمعة أغسطس 29, 2008 1:12 am | |
| يسلمووو | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الإثنين سبتمبر 01, 2008 2:03 pm | |
| [size =24]شكرا لكى ياريمعلى مرورككل سنه وانت طيبه[/size] | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأربعاء سبتمبر 24, 2008 2:59 pm | |
| معجزة الكبش العظيم
قال تعالى: { فلما أسلما وتلّه للجبين* وناديناه أن يا إبراهيم* قد صدّقت الرؤيا, إنا كذلك نجزي المحسنين* إن هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم} الصافات 103-107.
كان إبراهيم عليه السلام قد كبر ونالت منه الشيخوخة منالها ولم ينجب أبناء, وكان يدعو ربه دائما أن يرزقه الولد فأحست سارة برغبته هذه فقالت له: يا إبراهيم, إني عاقر, وأحب أن يرزقك الله بولد ولذلك فإنني سأهب لك جاريتي هاجر لكي تتزوّجها, فقد يرزقك الله بل ويرزقنا جميعا منها ولدا تقرّ به أعيننا!! صمت إبراهيم قليلا وحذر سارة من الغيرة إذا أتمّ هذا الأمر,فقالت سارة في ثقة واطمئنان تعودان إلى عاطفة وحنان متدفقين منها وهي أنثى شأنها شأن حواء على وجه الأرض, تحكم الأمور وتغلبها على الأرجح بعاطفتها, قالت: لا تخف يا إبراهيم, لا تخف.
تزوّج إبراهيم عليه السلام من هاجر التي وهبتها له سارة ومرّت أيام جميلة سعيدة فحملت هاجر وولدت لإبراهيم عليه السلام ولدا جميلا وضيئا أسمّاه إسماعيل.
وجاء إسماعيل بفرحة كبيرة دخلت على نفس إبراهيم عليه السلام فأحب إبراهيم عليه السلام إسماعيل حبا كثيرا, فكم من مرّة حمله وداعبه, وأحبه حبا كثيرا.
واستمرّت الأحوال في البيت النبوي الكبير هانئة سعيدة بوليدهم الصغير, فأبو الأنبياء سعيد غاية السعادة يشكر ربه ليل نهار ويسبّح بحمده على ما أفاء عليه من نعمة الولد وهو في هذا السن المتقدم.
وفجأة دوت في البيت النبوي الكبير مفاجأة كان مصدرها السيّدة سارة, فقد خرجت الأنوثة لطبيعتها تعبّر عما يجيش في صدرها دون تكلف, دبّت الغيرة في نفس الأنثى سارة وهي شأنه شأن بنات جنسها لا تستطيع أن تكتم ما في نفسها ولا أن تغيّر فطرة النساء وبنات حوّاء, جاهدت نفسها وكظمت غيظها, وحاولت أن تفعل شيئا, كانت تعلم أن هذا الأمر سيزعج إبراهيم عليه السلام ولكن نفسها لم تقاوم جبروت الغيرة, اقتربت من إبراهيم قليلا وتهاوت الدموع من عينيها قطرات وقالت في صوت متهدج: يا إبراهيم؛ إني لا أستطيع أن أساكن هاجر وابنها بعد اليوم, فانظر لنفسك ولها أمرا.
صمتت سارة وقد انتابها حزن شديد من أجل خليل الله الذي شاركها الصمت أيضا, نعم لا تستطيع سارة أن تكبح جماح الغيرة, وهذا ما كان يخشاه إبراهيم.
ظنّ إبراهيم عليه السلام في البداية أن الأمر بضع خطوات وينتهي الأمر بمسكن جديد قريب لهاجر وابنها, ولكن سارة ذهبت مذهبا بعيدا, قالت: إنني لا أريد أن تسكن هاجر بلدا أسكنه..
هكذا لم تستطع الصبر على مجرد وجودهما بالقرب من إبراهيم فيراهما بين الحين والآخر عن قرب.
انصرفت مشيئة الله أن يكون هذا قول سارة, وحاول إبراهيم أن يترضى سارة على هاجر وولدها إسماعيل, ولكنها أبت وأصرّت, فوجد أن لا مناص من أن يباعد بينهما. وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأربعاء سبتمبر 24, 2008 3:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذهاب هاجر و إسماعيل
اصطحب إبراهيم هاجر وولده إسماعيل, وخرج بهما قاصدا مكانا يؤويهما فيه, وسار ما شاء الله له أن يسير, فترك فلسطين, وقصد جهة الجنوب, ضاربا في صحراء الحجاز, كان ذلك على ما يبدو بوحي خفي, فكان يمشي طوال النهار ولا يستقر في مكان إلا إذا أحس بتعب واحتاج للراحة أو أحس بجوع أو عطش, ثم يستأنف المسير بهاجر وولده الطفل الصغير, وظلّ على هذه الحال إلى أن استقرّ به المقام بوادي مكة, ومكان ملتقى الطرق للقادم والذاهب من الشام إلى اليمن وبالعكس, وفي هذا الوادي أقام إبراهيم لأسرته الصغيرة الأم ووليدها خيمة, يأويان إليها إذا جنّ عليهما الليل ويضعان فيها ما معهما من زاد ومتاع.
التفتت هاجر يمينا ونظرت يسارا, وكان ما تراه لا يوحي بشيء مريح, فهو مكان مجدب مقفر, فلم تقع عيناها على زرع ولا ضرع, ولا ماء, ولا حتى بشر يؤنسون وحدتها. ساد الصمت برهة من الزمن هاجر تنظر هنا وهناك, وقد أصابتها حيرة ودهشة, فكيف اختار إبراهيم هذا المكان المقفر الموحش مستقرّا لأسرته, لا بد وأنه موحى إليه أو مأمور بذلك, وخطر ببالها أن تسأله حتى تجد تأكيد لخواطره وشكوكها, فرفعت رأسها وقالت في شغف: أأمرك ربك أن تتركنا هنا يا إبراهيم؟!. قال إبراهيم: نعم.
قالت هاجر المؤمنة بربها على الفور: إذن توكل على الله, فقد وكلتنا إلى من لا يضيع عنده الرجاء. وفي وداع يحمل هيبة الإيمان وجبروت المشاعر, ترك إبراهيم عليه السلام هاجر ووليدها الطفل الصغير إسماعيل ومضى وأحسب أن الدموع قد احتبست في حدقات هؤلاء البشر منها دموع طفل أنهكه السفر, وأقلقه أم ّ تضطرب أمام تجربة لم تعهدها من قبل. ومضى إبراهيم منصرفا عن زوجته وابنه, فلما صار على مرمى النظر منهما, رفع رأسه وابتهل في دعاء خاشع فقال:
{ ربنا إني أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة تهوي أليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} إبراهيم 37. وكانت نظرة الوداع من إبراهيم بعد هذا الدعاء المبارك, الذي يعد دعاء لمان, ومضى إبراهيم عليه السلام عائدا إلى بلاد الشام. مرّت الأيام وعطش إسماعيل وبكى وهرولت هاجر من وادي المروة إلى جبل الصفا وكررت, وتفجّر بئر زمزم, وشرب إسماعيل من عين عذبة خصصت لضيوف الرحمن, ولم تخف هاجر الضيعة فهنا سيبني خليل الله بيت الله.
وكانت عين زمزم التي تفجر ماؤها خير شيء في هذا المكان رغبة المارّة, فنزلوا بها, وأقاموا أوقاتا إلى جوارها للاستراحة والاستسقاء.
وراق لإحدى قبائل العرب أن تنزل بجوار وادي مكة, وهي قبيلة جرهم, فاستأذنوا هاجر, فأذنت لهم, فوجدت إلى جوارها من تستأنس به, وتطمئن إلى جواره. وعمرت مكة بهذه القبيلة وأصبح الوادي عامرا بالناس والإبل والماشية والطيور, وتحققت دعوة إبراهيم عليه السلام عندما دعا لها وهو مغادر هذا الوادي قاصدا بلاد الشام وفلسطين التي تسكنها سارة حين دعا ربه قائلا: { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات}. وفي بلاد الشام شعر إبراهيم عليه السلام بحنين لرؤية ابنه إسماعيل وزوجته هاجر, وجاء خليل الله إبراهيم ليرى ما فعل الله بوديعته, فوجد عمرانا وناسا وخياما, وحياة تدب في كل مكان, حتى ظن أنه قد ضلّ عن وادي مكة الذي ترك فيه إسماعيل وهاجر بأمر ربه, فقد كان واديا غير ذي زرع, حتى أنه سأل:
أهذا وادي مكة, أهنا تسكن هاجر وإسماعيل؟
عرف إبراهيم عليه السلام أنه وادي مكة.
ومضى خليل الرحمن يبحث عن خيمة هاجر وابنه إسماعيل بلهفة ما بعدها لهفة, وشوق ما بعده شوق, لقد كثرت الخيام وتعددت, ولكن خيمة هاجر شهيرة, معروفة لدى العامة في مكة. فأرشده الناس إليها.
نظر إبراهيم الخليل عليه السلام في وجه طفله المشرق, فسرّه سرورا كثيرا, وفرح به فرحا وفرحت هاجر بلقاء زوجها وشكرا الله على ما أولاهما من نعم, وعلى ما حباهما من عطف.
وظلّ هذا حال إبراهيم عليه السلام يأتي إلى أسرته الصغيرة الجميلة بين الحين والحين لرؤية إسماعيل وأمه.
وفي كل مرّة كان إبراهيم يصلي ويسجد شكرا لله عز وجل الذي أقر عينه بجمال طفله وهو في هذه السن البعيدة والعمر المتأخر, ولم تكن هذه نعمة الله الوحيدة على إبراهيم الخليل عليه السلام, ولكن الله أفاء عليه بالكثير الكثير من النعم والعطايا. وأكبرها نعمة الإيمان.
وللحديث بقية إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
| | | امة الله2 عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 1610 العمر : 57 مارائيك بالمنتدى : gfgf العمــــــــــــــــــــــــــل : ghhhjh : تاريخ التسجيل : 15/04/2007
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأربعاء سبتمبر 24, 2008 3:02 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى:
{ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنّور فاسلك فيها من كلّ زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم, ولا تخاطبني في الذين ظلموا, أنهم مغرقون}. المؤمنون 27.
1- إلى من أرسل نوح
كل نبي أرسل لأمة, فموسى لبني إسرائيل, ومحمد لقريش وللعالمين, وصالح لقوم ثمود, وهود إلى قوم عاد, وهكذا. وأما نوح فلمن أرسل من القوم؟ أرسل إلى أولاد قابيل بن آدم ومن تابعهم من ولد شيث بن آدم (العرائس للثعلبي) وقد تحدث المفسرون عن ذلك فقالوا: كان لآدم نسلان من أولاده أو قبيلتان إحداهما تسكن السهل والوادي الأخضر والأخرى تسكن الجبل. وكان للرجال في القبيلة التي تسكن الجبل جمال وروعة أما نساؤهم فكنّ ذوات دمامة وقبح. فالرجال أجمل من النساء كثيرا, أما القبيلة التي تسكن السهل والوادي فكانت نساؤها رائعة الجمال لا يستطيع الرجل أن يمعن النظر فيهن لشدة جمالهن, أما الرجال فكانوا على عكس ذلك فقد كانوا من القبح والدمامة بمكان فلا تطيق أن تعيش معهم من الدمامة والقبح. واستغل إبليس هذه المفارقة العجيبة وأراد أن يخلطهما ببعض حتى تشيع الفاحشة بينهم, فنزل على رجل من أهل السهل, وجاءه على هيئة غلام ليعمل في بستانه وزرعه, فاستأجره وجعله خادما له, فجاء إبليس بمزمار يحدث صوتا مثل مزامير الرعاة للغنم, وبدأ يحدث به صوتا عاليا ليسمع قبيلة الجبل صوتا غريبا فجاءوا على هذا الصوت, وأقاموا حفلا جعلوه عيدا كل عام يأتون إليه وبدأت نساء السهل تخرجن متبرّجات وهن على قدر من الجمال_ فرآهن الرجال, وهرع رجل من الجبل إلى أصحابه يحكي لهم عن الخبر فتحولوا إليهم ونزلوا معهم وظهرت الفاحشة الكبرى وحقق إبليس ما كان يريده, فلقد أقسم في السماء ليغوينهم أجمعين إلا الصالحين منهم والمؤمنين بالله عز وجل.
وكثر بنو قابيل وظهرت المعصية, وأكثروا الفساد وأصبح إبليس وأبنائه بينهم يفعلون بهم ما يريدون ويدعوهم إلى المعصية فيستجيبون.
وقد كانت الفترة ما بين وفاة آدم ونوح عليهما السلام حافلة بالإيمان والفساد وممن آمنوا وكانوا صالحين: ودّا ويغوث, ويعوق, وسواع, ونسر كانوا قوما صالحين وكان لهم أتباع يقتدون بهم.( تفسير ابن كثير سورة نوح).
وتذكر أن آدم عليه السلام له أربعون ولدا عشرون غلاما وعشرون جارية فكان ممن عاش منهم هابيل وقابيل, وود, كان ود يقال له: شيث ويقال له هبة الله, وقد جعله إخوته رئيسا وسيدا عليهم, وولد له سواع ويغوث ويعوق ونسر.
كان "ود" رجلا صالحا كما ذكرنا, وكان محببا في قومه, فلما مات عكفوا على الجلوس حول قبره في أرض بابل وحزنوا عليه حزنا شديدا وأصبحوا يزورون قبره بصفة دائمة, ورأى ابليس حالهم هذا وجزعهم عليه فأراد أن يستثمر هذا الضعف فيهم فتشبّه بصورة انسان ثم قال لهم: اني أرى جزعكم على هذا الرجل, فهل لكم أن أصوّر لكم مثله فيكون في ناديكم فتذكرونه به؟.
فقالوا: نعم.
فصنع ابليس صنما مثل "ود" فوضعوه في ناديهم فجعلوا يقدّسون الصنم ويذكرونه صباح مساء.
فلما رأى إبليس ذلك منهم واطمأن إلى غيّهم قال لهم في خطوة جعلته يتمكن من عقيدتهم ويفسدهم_ قال: هل أجعل لكم في منزل كل منكم تمثالا مثله ليكون له في بيته فتذكرونه, وتعبدونه؟
قالوا: نعم.
فصنع لكل أهل بيت تمثالا مثله, فأقبلوا على هذه التماثيل الأصنام التي حملت اسم الرجل "ود" ولما جاء أبناؤهم أدركوا ما يفعله الآباء, جعلوا يقلّدونهم فيما يصنعون بهذه التماثيل من عبادة وتأليه, وتوالت بعد ذلك أجيالهم وأحفادهم في عبادة الأصنام, ونسوا "ود" الرجل الصالح وجعلوه صنما يعبد من دون الله وبذلك استطاع إبليس أن يحول اسم الرجل الصالح إلى رمز للوثنيّة والكفر, فكان "ود" أول ما عبد غير الله, وكان أول صنم يعبد من غير الله اسمه "ود". (قصص الأنبياء لابن كثير). وقد أضل بهذه الأصنام كثيرا من الأمم فقد استمرّت في عبادتها هذه الأمم قرونا عديدة حتى إلى زمان جاهلية العرب قبل الإسلام وقد قال المفسرون (ابن عباس في تفسير ابن كثير): صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد ذلك. فمثلا "ود" كان صنما لبني كلاب بن الجندل, وأما سواع فكانت لهزيل, وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف _عند سبأ_ وأما "يعوق" فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي كلاع وكلها قبائل عربية قديمة _ وهي أسماء قديمة لرجال صالحين عاشوا في زمن قبل نوح عليه السلام ما بين آدم ونوح. وقد كان بين نوح وآدم عليهم السلام عشرة قرون, كلهم على شريعة من الحق, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, وقد جاء القرآن، بقوله تعالى:{ وما كان الناس إلا أمّة واحدة فاختلفوا} البقرة 213, كانوا على الهدى جميعا فاختلفوا, وزيّن لهم الشيطان عبادة الأصنام, فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين, فكان أول نبي بعث نوح عليه السلام. تاريخ الطبري.
| |
| | | ريم الوادي عضــــــــــــــــــو مميز جدا
عدد الرسائل : 2677 العمر : 37 مارائيك بالمنتدى : جيد جدا العمــــــــــــــــــــــــــل : طالبه مغفره ربي (هندسه /ديكور/دبي) : تاريخ التسجيل : 19/05/2008
| موضوع: رد: الانبياء عباد الله------ الأربعاء أكتوبر 22, 2008 4:34 pm | |
| | |
| | | | الانبياء عباد الله------ | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|