بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا أعلم كيف أبدأ وأخط أحرفي الرطبة بدموعي الحارة ولكنني أحس أنني لابد أن أبدأ
حتى أشرح للجميع خضم معاناتي وكبر مأساتي بالرغم أنني بخير وأتمتع بكل مايتمناه شاب بسني .
ولكن أحيانا نعمة الإيمان وراحة البال وتقى الله أعظم من كل نعمة في الدنيا
وأقول هذا الكلام بعد قصة جربتها خلال أيامي القليلة الماضية وليست هي بقصة لها نهاية
ولكن لها بداية شيقة أنتظر معكم نهايتها على خشبة مسرحي الحزينة بفعلي والفرحة بتوبتي.
والقصة هي أنني نشأت من بداية حياتي محبا للهو والمرح بكل أنواعه
تخيلو كنت أستمع للغناء وأنا في المرحلة الابتدائية وأندمج معه
تعلمت عن طريقه الهوى والعشق والغرام
فكانت نظرتي الأولى للحياة هي الحب والعشق
وهذا شيء جميل ولكن بالصورة الصحيحة
وليس باتخاذه وسيلة لتحقيق الرغبات الشيطانية
نشأت مبدعا في الغرام ومن صغر سني أحببت وأحببت وكلمت وتحدثت
وعاشرت هذه وتلك وعشت قصة حب مع فلانة وفلانة وفلانة
كل فترة وأنا في أحضان فتاة جديدة وقد أعيش في حضن غيرها بنفس اليوم
غرقت في اللذة والشهوة وتوفر لي مالم يتوفر لغيري من مال ومادة
تعرفت على مجموعة من الشباب الغاوين أصلحهم الله وتعلمت معهم شرب الخمر
وفي تلك الفترة وبعد كل هذه الغواية .
قدم الله لي بفضله وبركته وظيفة حلم الكثيرون بمنالها وكل شاب سعودي يتمنى نصف مرتبها
فما زادتني وظيفتي الجديدة إلا ضلالا وصرفتها في فواتير الجوال والتدخين وشرب المسكرات
وأسرفت أسرفت أسرفت على نفسي
حتى جاء الوقت الذي أحسست فيه بالملل مما أفعله هنا فقررت السفر للخارج
لفعل مالم أتمكن من فعله هنا وخاصة أن هناك المراقص والكاباريهات الليلية
وعز طلبي لمتعتي متوفر هناك .
حجزت على إحدى الدول العربية
وذهبت وتسوقت من أجمل الملابس وأحلاها ومن أرقى العطور وأغلاها
واستعددت للسفر وكنت أتمنى أن تمر الأيام بسرعة
خاصة أنها ستكون أول رحلة لي خارج المملكة
لأنني كنت لا أريد السفر للخارج لأن كل مايريده الشاب متوفر لدي هنا من خمر وغيره
حان موعد الرحلة
دقت الساعة تلو الساعة
أقلعت الطائرة
وصلنا ونزلت من الطائرة وأنا في قمة المتعة والفرح بماشعرت به عند نزولي إلى المطار
رأيت مالم تره عيني من قبل
اخترقت عيناي أجساد الفتيات أمامي
كن ينظرن إلي إحداهن تنظر بنظرة غضب والأخرى بنظرة مبتسمة وتلك بنظرة اللا مبالاة
أخذت حقائبي واتجهت إلى خارج المطار فوجدت صديقي ينتظرني
ركبنا السيارة وذهبنا إلى الشقة
فتحت إحدى زجاجات الخمر الفاخر الذي اشتريته من المطار حال نزولي من الطائرة
شربت أنا وصديقي حتى لم أعد أدرك من أنا.
نمنا واستيقظنا في اليوم التالي عصرا فبدلت ثيابي بعد دش ساخن
وأنا متشوق لأحداث هذا اليوم الأول وماسأفعله من دمار وخراب
وقبل الخروج شربت من الخمر حتى كدت أقع
خرجنا من الشقة وقابلنا صديق لنا فذهبنا سويا إلى كثير من الأماكن
حتى حان موعد السهرة الليلية في أحد الكاباريهات الليلية
دخلت مع أصدقائي جلسنا على الطاولة
أكملت حكاية الشرب حتى اختلف وضعي وتغيرت موازيني
كانت الفتيات الشبه عاريات يملأن المكان ويرقصن بعقل وبلا عقل
صعدت وبدأت الرقص فإذا أمامي فتاة جميلة ذات شعر طويل وملابس ضيقة وجسم متناسق
كانت تراقصني وأراقصها طلبت منها الجلوس معي على الطاولة
وأنا في حالة اللاوعي
جلست واتفقنا على الخروج سوية من الملهى
واتفقنا أن نذهب إلى فندق خاص
وخرجنا وأخذتنا سيارة أجرة إلى الفندق .
ونحن في السيارة شيء ما كان يردعني ويطلب مني عدم الذهاب
لكنني أكملت المشوار وذهبت للفندق ودخلنا في عالم الشهوة وغبنا في عالم الحرام
وبعد خروجي من الفندق المشؤوم وأنا في السيارة
كأن شيئا قبض على قلبي وخنق أنفاسي
أحسست بصحوة الضمير
أحسست بصحوة الضمير
ذهبت إلى شقة صديقي وكان غارقا في نوم عميق
حاولت النوم فلم أستطع
كررت المحاولة حتى غرقت في نومي ساعة أو ساعتين
واستيقظت مرتعبا من شيء لا أدري ماهو
ومر اليوم الأول والثاني والثالث وأنا بنفس الحال
نومي ساعة أو ساعتين
كنت لا أنام سوى بالشراب وحين أصحو أصحو مرتعبا وكأن أحدا يخنقني
وجد الشيطان مني مدخلا عظيما وبابا واسعا
كان يوسوس لي بأن هذه الفتاة مريضة بمرض خبيث وأصابتني به
وأصبحت مهووسا مهوجسا موسوسا لا أطيق في الحياة شيء
لاطعام ولا ماء
لايهنأ لي سوى الشرب
أشرب وأنام
أصحو من النوم وأشرب لأهدأ
مرت كل تلك الأيام على هذه الحالة
كنت أستيقظ أصيح وأبكي
فكرت في الانتحار
طلبت من صديقي قتلي لكي أرتاح من عذابي
كنت أموت كل يوم مائة ألف مرة من الألم الذي أحسه
كان صديقي يضمني بقوة ويقرأ المعوذات وآية الكرسي
كنت أبكي بين يديه وأنام
ولكنني كنت أفضل الشرب على غيره
مرت تلك الأيام بطيئة
كلما خرجنا إلى مكان لنتفسح ضاق صدري وطلبت من صديقي الرجوع
جلنا وجبنا الأماكن وأنا دوما في حالة سكر وحين يخف وقعه في دمي أطلب بسرعة الرجوع للمنزل لزيادة الجرعة
كنت أنام على تلك الحال وأعود مستيقظا بالبكاء والخوف والضيق والوسواس
حتى حان موعد رجوعي لبلادي
كنت أبكي لصديقي وأقول
كيف سأرجع لأهلي هكذا كيف سأعود للعمل هكذا كيف أقابل أصدقائي كيف أعود كما كنت
أسعد شخص بالكون
دخل الوسواس إلى صدري لأنه وجد قلبا خاليا من الإيمان
وجد قلبا غارقا في الضلالة والظلام
وجد قلبا كله أغاني وطرب وصور الفاتنات والجميلات
وجد قلبا لايعرف الأذكار ولا القرآن
(((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)))
عدت إلى بلادي
دخلت منزلي
سلمت على أخواني وأخواتي
ضممت أمي إلى صدري وبكيت بحرقة
كنت مسود الوجه
رائحتي كلها ذنوب
أحسست لحظتها بالأمان
أحسست أنني عدت للسعادة لوهلة
وحين فارقت أمي أحسست بأنها لن تدوم
عرفت أنني أنتهيت
أنتهت حياتي عند هذا المطاف
ليس هنا شراب ينومني في المنزل
سأموت وكنت متأكد من الموت عما قريب
لأنني أدمنت على الكحول تلك الفترة ولأن الوسواس تمكن مني وأن مع الفتاة مرض خبيث
أدركت أنها النهاية
وأن الموت قادم لامحالة وسيأخذني في ريعان شبابي
وفي لحظة ضعف ويأس تذكرت ربي
ربي الذي خلقني
ورزقني
بالمال والصحة ورزقني بأسرة كلها حب
تذكرت ربي الرحييييييييم
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبايا
ملصقة ولدها ببطنها فقال لأصحابه: "أرأيتم هذه مضيعة ولدها؟"
قالوا لا يا رسول الله فقال: "لَلَّهُ أرحمُ بعبده من هذه على ولدها"!
ربي الذي خلق هذا الكون كله وما أنا إلا شيء لا أذكر في عظمته وكبر حجمه وعدد مخلوقاته
فعرفت حينها أنه الوحيد القادر على شفائي من وسواسي وضيقة صدري ويبعدني عن الخمر وحاجتي له
فتحممت وذهبت للمسجد
صليت الفجر فأحسست براحة لاتوصف وشعورا ليس له مثيل عدت فنمت نوما هنيئا
واستيقظت بلامنبه لصلاة الظهر وصليتها
وحين حضر الغداء التهمت مالذ وطاب من الطعام بعد تلك الفترة البائسة
صرت أبكي في كل صلاة أن يحميني ربي ويحفظني من أي داء ووباء
وأن أكمل حياة مديدة في عبادته وحسن طاعته بارا بوالدي
بعيدا عن الزنا والخمور
والله سبحانه لطيف بعباده فأسأل الله أن يلطف بي وأن يمنع عني أي مرض خبيث
وأن أكمل حياتي الجديدة بحلاوة الايمان وبالصبر والسلوان حتى يتحدد مصيري
في الدنيا فأحدد مسارا جديدا لكل مصير أكمل به ماتبقى من عمري
وكلها بين يدي الله وخلف ستار طاعته
وأسأل الله أن يحميني ويحمي كل مسلم من شرور الأمراض ومن سوء الخواتم ، ومن ميتة السوء
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وأتمنى دعوة صادقة من القلب أن يبعد الله عني شرور الدنيا والأوبئة والأمراض