أحبتي في الله عز وجل..
لو بحثت عن أقوى رابطة في الوجود بين البشر، لما وجدت أقوى من
رابطة الأخوة في الله.. تلك الرابطة التي تقوم على :
شهادة أن لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..
تلك الرابطة التي تستمد عونها من الله عز وجل ونورها من نوره تعالى..
إنها رابطة سامية ولحظات مباركة.. رابطة ولدت في النور وعاشت في
النور.. ولن تموت بإذن الله..
بل ستستمر وإن دفن أصحابها في مهاوي الثرى..
كيف لا؟ والله هو الأصل فيها.. والله حي لا يموت.. ستستمر إلى أن تخفق
الأرواح في سماء الدنيا.. ثم تحلق هناك بأجنحة طير خضر فوق سبع
سماوات في جنات عدن مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
إنها رابطة يعيشها أفرادها في أي وقت.. في أي حال.. في أي مكان..
ينادي الأخ أخيه من ناحية الشرق:
إني أحبك في الله..
فيسمعها أخوه.. أجل يسمعها من حنايا قلبه.. يحسها في فؤاده فيجيبه
متجها إلى الغرب:
أحبك الله الذي أحببتني فيه..
ويعملان لهذا الحب الطاهر السامي الذي لا يندرك إلى الحب في الدنيا ..
ذلك الحب المتجه نحو الحضيض بل شتان بين الحبين..
أحبتي في الله،،
ألا إنما العمر لحظات.. فتفنى اللحظات.. وماذا يبقى؟؟
لا يبقى إلا النية الصادقة.. والكلمة الطيبة .. والمبدأ السامي والعمل الصالح..
أجل.. كل يفنى.. ولا يبقى في الوجود بعد هذا سوى الله ذو الجلال والإكرام..